فصل: فصل في عض القرد:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: القانون (نسخة منقحة)



.فصل في عض النمر والفهد والأسد وجراحة مخاليبها:

هذه السباع وما يشبهها ليست كالكلاب السليمة والناس بل لا تخلو أنيابها ومخاليبها من طباع سمية فلذلك يجب أن يعالج أولاً بالجذب ثم بالإلحام ويكفي في جذبه أمر قليل.

.فصل في عضّى التمساح:

من عضّه التمساح فليدبر التدبير المذكور في باب عضّ الكلب غير الكَلِب مع جذب السم الذي لا يخلو عنه عضه وإن كان سليماً وذلك بمثل النطرون والعسل فإذا حدس تنقية ملىء الجرح سمناً وشحم الأيل وشحم الأوز والعسل ثم يلحم وشحمه أنفع الأشياء لعضه قال بعضهم حتى إنّ من أكل التمساح بعض بدنه كان شفاء مثل تلك الجراحة بشحم التمساح.

.فصل في عض القرد:

من عضّه القرد فليفعل به أيضاً ما يجذب السمية إن كانت في عضّه وذلك بمثل التضميد بالرماد والخلّ والبصل والعسل واللوز المر أو التين وخصوصاً الفج أو بمرداسنج مع ملح أو أصل الرازيانج مع عسل ويسكن ورمه بالمرداسنج المدوف في الماء وتفتحه بالشونيز والعسل أو الكرسنة والعسل.

.فصل في عض السنّور:

ربما عرض من عض السنور وجع شديد وخضرة في الجسم وعلاجهم العلاج العام وينتفعون بضماد البصل وضمّاد الفوتنج البرّي وبأكلهما أيضاً وبالضمّاد المتخذ من الشونيز أو السمسم بالماء.

.فصل في عض ابن عرس:

قالوا أن عضته سريعة فشو الوجع ويكون لونها إلى كمودة وعلاجها قريب من علاج ما ذكر من التضميد بالبصل والثوم وأكلهما والشراب الصرف عليهما وينفع منها التين الفج مع دقيق الكرسنة قيل في كتاب الترياق أن التضميد به مسلوخاً على عضته وعلى عضة الكلب الكَلِبِ جيد نافع يبرىء في الحال.

.فصل في عضة موغالي:

وهو الغلا قال بعضهم هذا الحيوان أصغر من ابن عرس في قدّه لونه أميل إلى الرمدة مع لطافة ودقة وطول فم في الغاية وسعته في الغاية قال هذا وأنه إذا رأى حيواناً طفر إليه وتعلق بخصييه وقال بعضهم هو في صورة فأر وفي لونها لكن خطمه محدد وعيناه صغيرتان ولأسنانه طبقات ثلاث بعضها فوق بعض معقفة تعقيفاَ يسيراٌ إلى فوق قالوا تعرض من عضته أوجاع شديدة ونخس في البدن وظهور حمرة في مواضع بحسب أنيابها وتحدث حول العضة نفاخات مملوءة رطوبة دموية على قواعد كمدة يحيط به كمد وإذا شق عما تحتها خرج لحم أبيض في لون العصب ذو صفاقات وربما ظهر فيه احتراق ما وربما تأكّل وسقط قالوا بل يسيل في الأول قيح صديدي ثم يعفن ويتأكل ويسقط لحمه وربما تأدّى الأمر إلى مغص في الأمعاء وعسر بول وعرق بارد فاسد.
فصل في العلاج:
قالوا يجب أن يوضع على الموضع القنة مفردة أو مع خلّ وينطل بالماء المالح الحار ويفعل ما رسم فعله من المعالجات العامة أو يوضع عليه دقيق الشعير بسكنجبين أو تشق الدابة بعينها وتوضع عليها ويجب أن يذر على نواحي العضة وإليها عاقرقرحا أو خبازي أو ثوم مدقوق أو خردل كل ذلك إن لم يكن ورم.
وأما مع الورم فقشور الرمان الحلو مطبوخاً يضمد به وأما ما يسقى منه فالشيح الأرمني مغلي بالشراب أو الجرجير أو النمام أو جوز السرو بشراب أو العاقرقرحا أو بزر الجرجير والقرطم.
ومما هو قوي بخور مريم بالسكنجبين أو الجاوشير أو أصل الجنطيانا وأنفحة الجدي وأنفحة الخروف جيدتان جداً وينفعه اللبن مع السكنجبين نفعاً بالغاً قال بعض العلماء أنفع شيء منه عصارة ورق الغار الرطب مع الشراب أو طبيخ الجرجير أو طبيخ القيسوم أو طبيخ اللبلاب مع الشراب والميعة أيضأ جيدة لهم إذا سقيت بشراب وكذلك إن أكلت الأشياء المذكورة بحالها فإذا سقط اللحم الفاسد عولجت القرحة بعلاجها.

.المقالة الخامسة: لسوع الحشرات والرتيلاوات وعضوضها:

نذكر في هذه المقالة لسع العقارب والرتيلاوات والزنابير والعظاءات وما يجري مجراها ونبدأ بالبريّات منها.

.فصل في أصناف العقرب البري:

قال القوم إن العقرب الأنثى أكبر من العقربان فإن الذكر دقيق نحيف والأنثى سمينة عظيمة لكن إبرة الأنثى دقيقة وإبرة الذكر غليظة وقد يتفق أن يكون لبعض العقارب إبرتان فيما زعم بعضهم تترك ثقبتين عند اللسعة وتبرد اللسعة ويسخن جميع البدن ويبرد العرق أحياناً.
وأما العقرب بالجناح فهو كبير وكثيراً ما يمنعه الريح إذا طار عن أن يقع فيسافر به من بلاد إلى بلاد وقد تختلف خرزات ذنب العقارب: فمنها ما له ست خرزات تشتدّ سطوتها في زمان طلوع الشعري ويقتل لديغها ومنها ما له أقل وزعم قوم أن العقارب تسعة ألوان: البيض والصفر والحمر والرمد والكهب والخضر ومنها الذهبية السود الزبانيات وأطراف الأذناب ومنها خمريّة يحس من ضربتها نخس إبري ووجع مؤذ ومنها الدخانية ويعرض من لدغها قهقهة واختلاط عقل.
فصل فيما يعرض من لسعها:
يعرض من لسعها أن ترم من ساعتها ورماَ صلباً أحمر ووجع ممتد تارة تلتهب وتارة تبرد ويتخيل عنده بأن بدنه يرجم بكبب الثلج وتعرض أوجاع بغتة ونخس كنخس الإبر ويتبع ذلك عرق واختلاج شفة وبردها وقذف شيء لزج يجمد عليها وقشعريرة وتقبب من الشعر وارتعاد وبرد أطراف وخصوصاً التي تلي الضربة واسترخاء جميع البدن ونتوء الأربيتين وامتداد القضيب وتعرض نفخة في البطن وربما وقع.
على ملدوغه ضراط وخصوصاً إن كانت اللسعة في الأسافل وتعرض أورام الَآباط وجشاء كثير وخصوصاً إن كانت اللسعة فوق ويستحيل اللون.
وان كانت العقرب شديدة الرداءة كانت الأعراض رديئة جداً فأفرطت الأحوال المذكورة وكان اللسع كالكي في إحراقه والبدن كله ينتفض برداً وتعلو الشفة رطوبة لزجة تجمد عليها وتسيل من العين كذلك رطوبة ثم يجمد الرمص في المأقين وتنبسط استحالة السحنة وتخرج المقعدة ويرم الذكر ويغلظ اللسان وتصطك الأسنان وتتشنج الأعضاء الحلقية وربما تتركب الأسنان بعضها على بعض لا ينفتح وهو دليل رديء.
قال جالينوس: إن أصابت بضربتها الشريان أحدثت غشياً أو العصب أحدثت تشنجاً أو الأوردة أورثت عفونة.
فصل في العلاج:
يعالج بالقوانين العامة وبالتكميد بمثل الملح والجاورس ونحوه وأول ما يجب أن يعمل هو المص بشروطه وسائر ما قيل في الجذب وتستعمل عليه أدوية حادة لطيفة سريعة الإلتهاب مثل: الحلتيت والثوم والعاقرقرحا.
وأما الخرء فإنه من أفضل الأدوية له وكذلك لبْ الرَتة وهو البندق الهندي وكل بندق وحشيشة كأن ورقها ورق المرزنجوش منبسطة على الأرض على التدوير يكون قطرها شبراً وفي طعمها لزوجة مذاقها كمذاق النبق العفص يشرب في الماء فيسكن الوجع في الحال.
وذكروا أيضاً حشائش وأشجاراً بأسمائها لم نعرفها وأيضاً شجرة يرتفع ساقها على الأرض قدر أصبع وأيضاً نباتاً له أغصان مستوية تعلو قدر ذراع ويظهر عليها شبيه بالبلح طعمه طعم البلح يسكن شربه الوجع في الحال واللعبة البربرية غاية في ذلك وبصل الإشقيل عجيب إذا أكل وينتفع منه الترياق الفاروق والمثروديطوس وترياق عزرة وترياق الأربعة والشجرينا ودواء الحلتيت دواء جيد له والفاشرا والحرمل مما جرب الآن والقرطم البري بحيث يشهد جالينوس أن إمساكه يسكن الوجع وهو من أصناف الحراشف الشاكة.
قال قوم إن سقي من البيش مثل سمسمة سكن وجعه ودفعه فلم يقتل لأن القاتل إلى نصف درهم ومن أدويته الجيدة له الثوم بشراب يشرب الشراب عليه بعد هنية وخصوصاً إذا كان مع مثله جوز ويؤكل منهما قريب أوقية ويجب بعد تناول الثوم والشراب أن يدثر في موضع شديد الدفء وإن احتيل لنصبته فوق بخار ماء حار كان نافعاَ والغرض في ذلك أن يعرق والغرض في أن يعرق تحريك المواد إلى خارج والعرق في الحمام شديد النفع لهم وإذا خرجوا شربوا شراباً صرفاً.
صفة ترباق جيد لهم: يؤخذ زراوند طويل جنطيانا حب الغار قشور أصل الكبر أصول الحنظل أفسنتين نبطي عروق صفر فاشرا يجمع بعسل.
آخرجيد: يؤخذ بزر السذاب البرّي كمون حبشي بزر الحندقوقي من كل واحد أكسوثافون خلّ مقدار العجن صمغ مقدارما يلزج الخل فتجمع الأدوية والشربة منه درخمي لا يزاد على ذلك ففيه خطر بل إن احتيج بعد ساعة أخرى إلى زيادة سقي نصف درخمي آخر.
ترياق جيد له: يؤخذ الثرم والجوز جزء جزء ورق السذاب اليابس والحلتيت والمرّ منه كل واحد نصف جزء يعجن بتين قد نقع فَلانَ وتعسل والشربة منه ثلاثة دراهم بشراب ترياق جيد له: يؤخذ جندبيدشر فلفل أبيض مر أفيون أجزاء سواء يقرص والشربة ثلاث أبولوسات بأربع أواق شراب وينفع أيضاً من عض الرتيلاء.
وأيضاً يؤخذ جاوشير مر قنة جندبيدستر وفلفل أبيض ويعجن بالميعة والعسل بالسوية والدواء العسكري.
وصفته: تؤخذ أصول الحنظل أصول الكبر أفسنتين زراوند مدحرج وطويل وطرخشقوق أجزاء سواء الشربة للصبي دانقان وللكبير درهم عجيب غاية لا نظير له.
ومن الأشربة الجيدة الحلتيت وأيضاً الفاشرا وأيضاً القردمانا وزن درهم بشراب والسعد وحب الآس والباذروج وبزره وبزر الحمّاض البرّي والطرخشقوق والهندبا والسكبينج مشروباً ومطلياً والفوتنج البزي والسرطان النهري إن شرب بلبن الاتن والعرب يسقون الملدوغ وزن درهمين من أصل الحنظل مسحوقاً فينفع منه نفعاً بيناً وقوم جرّبوا الملح ملح العجين إذا استف منه قمحة كفى.
وزعم قوم أن الاشنان الأخضر إذا عجن بسمن البقر بعد الدق والنخل وأخذ منه قريباً من مثقالين كان عظيم النفع ومن كان قد أكل الفجل أو الباذروج لبم يتضرر بالعقرب والجرادة التي لا جناح لها العظيمة البدن التي تسمى خركوك إذا جففت وشربت بشراب نفع قال الثقة أنه إن سقي لديغها الأفيون وبزر البنج بالسوية معجوناً بالعسل نفعه.
وزعم بعضهم أن المداد الهندي نافع شرباً كما ينفع طلاءً والغاريقون عجيب المنفعة وثمرة الخنثى وزهرتها وحبّ الغار خاصة وبزر الحندقوقي وورق الفجل وكامخ الخراء.
وأيضاً يؤخذ زراوند شونيز أصل الجاوشير بزر الحرمل أجزاء سواء الشربة لدرخميان بشراب.
وأيضاً يؤخذ عاقرقرحا في راوند جزء جزء فلفل نصف جزء محروث ربع جزء الشربة وأيضاً يؤخذ زراوند طويل عاقرقرحا بالسوية يعجن بعسل والشربة درهمان بشراب.
وأيضأ مرّ جاوشير أفيون أجزاء سواء فاشرا أربعة أجزاء يتخذ منه أقراص.
وأيضا يؤخذ قشور أصل الزراوند الطويل عامرقرحا من كل واحد جزء يسقى قدر الواجب.
وقال قوم يؤخذ من دردي الشراب ستة ومن الكبريت الأصفر ثمانية ومن بزر السذاب ثلاثة ومن الجندبيدستر وبزر الجرجير من كل واحد درهمان يجمع بدم سلحفاة بحرية والشربة درهم بخمس أواقي شراب.
فصل في الأطلية والأضمدة:
العقرب نفسها من الأضمدة الجيدة للعقرب وذنبها أيضاً وأيضاً النبات الذي يقال له ذنب العقرب لشبهه به على أنه يخدر ما يضمد به في حال الصحة ويميت الدم فيه على ما زعم بعض اليهود.
والفأرة إذا شقت ووضعت على لسع العقرب نفعت بإجماع وكذلك! لضفدع وقد جرّبنا نحن أيضاً المداد الهندي طلاء فنفع وسكّن الوجع وكذلك لبن التين الفج والجندبيدستر والبلاذر فيما قالوا عجيب في ذلك مسكن للوجع والقلي بخل جيد والكبريت الحي مع الراتينج أو علك البطم ولحم السمك المالح والثوم المطبوخ والسمن يوضع حاراً وأيضاً بزر الكتان أو بزر الخطمي أو كلاهما مع الملح وأيضاً دقيق الشعير بعصارة السذاب أو وأيضاً: نخالة الحنطة مطبوخة مع خرء الحمام والباذروج من الأطلية الجيد المسكنة للوجع في الحال وكذلك أصول الحنظل والهندبا والطرحشقوق والحماما مع الباذروج طلاء جيد والمرزجوش اليابس وأيضاً ملح البول من الأدوية التي ليس وراءها نفع نافع.
ومما ينفع منه أن يمسك اللسعة على بخار خلّ على حجر محمّى ومن نطولاته طبيخ النخالة وطبيخ الأنجرة وطبيخ البابونج عجيب وماء البحر سخناً وعصارة الحندقوقي وطبيخه عجيب والنفط الأبيض المسخن عجيب وزيت طبخ فيه وزغة إذا قطر على اللسعة حاراً كان عجيب النفع.