فصل: فصل في الجوع المغشّي:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: القانون (نسخة منقحة)



.فصل في الجوع المسمى بوليموس:

بوليموس هو المعروف بالجوع البقري وهو في الأكثر يتقدمه جوع كلبي وتبطل الشهوة بعده وقد لا يكون بعده بل تبطل الشهوة أصلاً ابتداء وهو جوع الأعضاء مع شبع المعدة فتكون الأعضاء جائعة جداً مفتقرة إلى الغذاء والمعدة عائقة له.
وربما تأدى الأمر فيه إلى الغشي وتكون العروق خالية لكن المعدة عائقة للغذاء كارهة.
وقد يعرض كثيراً للمسافرين في البرد المصرودين الذين تكثف معدهم بالبرد الشديد.
وسببه سوء مزاج بل لقوة الحسّ وقوة الجذب.
وقد يكون من أخلاط مغشيّة لفم المعدة محللة وفاشية في ليفه تحرّك إلى الدفع وتعاق بالجذب وتعرف العلامات بما تكرر عليك وذكر في القانون.
هو علاج سقوط الشهوة أصلاً وبالجملة يجب أن يشمّم الأطعمة المشهية المفوهة والفواكه العطرة والطيوب المشمومة التي فيها قبض ما لتجمع القوة فلا تتحلّل ويلقم الخبز المنقع في الشراب الطيب ويسقى أو يجرع من النبيذ الريحاني وخصوصاً إن خالطه كافور في الحار المزاج أو عود وسك في غيره.
وينفعهم منه شراب السوسن إن لم يكن سببه الحرارة.
ويجب أن تربط أيديهم وأرجلهم ربطاً شديداً وأن يمنعوا النوم وأن يوجعوا إذا نعسوا بنخس وقرص وضرب بقضيب دقيق لدن ليوجع ولا يرض إن لم يكن سببه الحرارة.
ومما ينفعهم أن يؤخذ كعك فيمرس في الميسوسن أو في النضوخات العطرة ويضمّد به المعدة وخصوصاً في حال الغشي ويكمد به أيضاً المراهم العطرة مثل مرهم الصنوبر ومرهم المورد اسفرم وقد ينفع أيضاً أن يستعمل على معدهم الأضمدة المتخذة من الأدوية القلبية الطيبة الريح أيضاً وأن يبخّروا البخورات العنبرية وتضمّد مفاصلهم بضماد متخذ بماء الورد وماء الآس والميسوسن والكافور والمسك والزعفران والعود والسمك والورد ويدبر في إسخان أبدانهم إن كان السبب البرد وتبريدها إن كان السبب الحرارة وإذا غشي عليهم فعل بهم أيضاً ما ذكرناه في باب الغشي ويرشق على وجوههم الماء البارد وتشدّ أيديهم وأرجلهم وتنخس أقدامهم وتمدّ شعورهم وآذانهم فإذا أفاقوا أطعموا خبزاً منقوعاً في شراب ريحاني وإن كان في معدهم خلط مراري أو رقيق سقوا قدر ملعقتين من السكنجبين بمثقال من الأيارج أو أقل إن كان ضعيفاً وإلا كان برودة مفرطة سقوا الترياق والشجرينا والدحمرثا ومعجون أصطمحيقون وجوارشن البزور فإنه نافع.

.فصل في الجوع المغشّي:

ومن الجوع ضرب يقال له الجوع المغشيّ وهو أن يكون صاحب هذا الجوع لا يملك نفسه إذا جاع وإذا تأخر عنه الطعام غشي عليه وسقطت قوته.
وسببه حرارة قوية وضعف في فم المعدة شديد.
المعالجات: هذا المرض قريب العلاج من علاج بوليموس وقد سلف جلّ قانون تدبيره في بابي أوجاع المعدة وبوليموس.
وبالجملة فإن علاجه ينقسم إلى علاج صاحبه في حال الغشي وقد ذكر في باب الغشي وإلى معالجته إذا أفاق وهو أن يطعم خبزاً مثروداً في شراب بارد وشراب الفواكه ثم سائر التدبير المذكور في بوليموس وإلى ما يعالج به قبل ذلك وهو أن يمنعوا النوم الكثير ولا يبطأ عليهم بالطعام وليطعموه بارداً بالفعل وأن يفعل سائر ما قيل في باب أوجاع المعدة الحارة.

.فصل في العطش:

كثرة العطش وشدّته قد تكون بسبب المعدة إما لحرارة مزاج المعدة وخصوصاً فمّها وقد تعرض تلك الحرارة في التهاب الحمّيات حتى أن بعضهم لا يزال يشرب ولا يروى حتى يهلك من ذلك عن قريب وقد تعرض تلك الحرارة لشرب شراب قوي عتيق كثير أو طعام حار جداً بالفعل أو بالقوة كالحلتيت والثوم.
وكثيراً ما يموت الإنسان من شرب الشراب العتيق التهاباً وكرباً وعطشاً وقد تعرض تلك الحرارة من شرب المياه المالحة ومياه البحر قد تزيد في العطش زيادة لا تتلافى.
وقد تكون بسبب أدوية وأغذية معطشة تعطشاً بالاستغسال أو الاستسالة.
والاستغسال مثل الشيء المالح يحث الطبيعة على أن تغسله بالغسال وبالقطع والاستسالة مثل اللزج يحث الطبيعة عن أن ترققه جداً حتى ينفذ ولا يلتصق.
وقد يعطش الشيء الغليظ لاتجاه الحرارة إليه والسمك المالح يجمع هذا كله.
وإما ليبس مزاج المعدة وقد يكون لبلغم مالح فيها أو حلو أو صفراء مرة.
وقد يكون لطوبات تغلي وقد يكون بمشاركة أعضاء أخرى مثل ما يكون في ديانيطس وهو من علل الكلى ونذكره في باب الكلى.
وقد يكون من هذا الباب العطش بسبب سدد تكون بين المعدة والكبد تحول بين الماء وبين نفوذه إلى البدن فلا يسكن العطش وإن شرب الماء الكثير وهذا مثل ما يعرض في الاستسقاء وفي القولنج وقد يكون بمشاركة الكبد إذا حميت أو ورمت أو اشتد بردها فلا تجذب وبمشاركة الرئة إذا سخنت والقلب أيضاً إذا سخن والمعي الصائم أيضاً والمريء والغلاصم وما يليها إذا جفت فيها الرطوبات فتقبضت أو إذا سخّنت شديداً.
وقد يعرض لأمراض الدماغ من السرسام الحار والمانيا والقرطب.
وأشد العطش الكائن بسبب هذه الأعضاء وبالمشاركة ما هاج عن فمّ المعدة ثم ما هاج عن المريء ثم ما هاج عن قعر المعدة ثم ما كان بمشاركة الرئة ثم ما كان بمشاركة الكبد ثم ما كان بمشاركة المعي الصائم.
وقد يكون بمشاركة البدن كله كما في الحميات وعطش البحران وفي آخر الدِّق والسلّ وكما يعرض من لسعة الأفاعي المعطشة فإنها إذا لسعت لم يزل الملسوع يشرب لا يروى إلى أن يموت وكذلك عن شرب شراب ماتت فيه الأفاعي أو طعام آخر.
وكما يعرض بعد الاستفراغ بالمسهلات والذرب المفرط وشارب الدواء المسهل في أكثر الأمر يعرض له عند عمل الدواء عمله عطش يدل فقدانه في أكثر الأوقات على أن الدواء بعد في العمل.
وقد يعرض له أن يتأخر عن وقته وأن يتقدم أحياناً ويسرع قبل عمل الدواء عمله.
فأما تقدمه فيكون إما لحرارة الدواء أو حرارة المعدة ويبسها ويتأخر لأضداد ذلك.
ولذلك فإن العطش فيمن هو حار المعدة ويابسها وشرب دواء حاراً لا يدل على أن الدواء عمل عمله وفيمن هو ضده يدلّ على أنه عمل منذ حين.
ومما يهيّج العطش كثرة الكلام والرياضة والتعب والنوم على أغذية حارة.
وأما إذا لم يكن على أغذية حارة فإن النوم مسكّن للعطش وإذا اجتمع في الأمراض الحادة عطش شديد ويبس شديد فذلك من أردأ العلامات.
العلامات: أما علامة الكائن بسبب الأمزجة فقد تعلم مما قيل في الأبواب الجامعة كانت مع مادة أو بغير مادة وكانت المواد مرة أو مالحة بورقية أو حلوة أو مؤذية بغليانها.
وعلامة الكائن بسبب السدد فقد يدل عليه لين الطبيعة.
وأما علامة الكائن بسبب ديانيطس فأن يكون عطش لا يسكنه شرب الماء بل كما يشرب الماء يحوج إلى خراج البول ثم يعود العطش فيكون العطش والدرور متلازمين متساويين دوراً.
وعلامة الكائن بالأسباب المعطشة المذكورة تقدّم تلك الأسباب.
وعلامة ما يكون بالمشاركة أما ما يكون بمشاركة الرئة والقلب فإنه يسكنه النسيم البارد والأرق ينفع منه والنوم يزيد فيه.
وقد يكون تمصيص الماء قليلاً قليلاً أبلغ في تسكينه من عبّه كثيراً بل ربما كان العب دفعة يجمّد الفضل ثم يسخنه فيزيد في العطش إضعافاً والمدافعة بالعطش تزيد في العطش فلا ينفع بما كان ينفع به بدأ وما يكون من جفاف المريء فيكون يسيراً ضعيفاً فينفعه النوم بترطيبه الباطن والدعة وترك الكلام.
وما كان من حرارة فالأرق ينفعه.
والكائن بمشاركة الكبد فيدلّ عليه تعرّف حال الكبد في مزاجها الحار واليابس وورمها الحار وغير الحار.
المعالجات: كل باب من أسباب الأمزجة فيعالج بالضد وعطش الرئة يعالج بالنسيم وكثيراً ما يسكن العطش إرسال الماء البارد على اللسان ومن خاف العطش في الصيام قدم مكان ماء الباقلا والحمص خلاً بزيت وهجر ماء الباقلا والحمص فهما معطشان.
وليصبر المستفرغ على العطش الذي أورثه الاستفراغ إلى أن يقوي هضمه ولا يشرب العطشان شراباً كثيراً دفعة ولا ماء بارداً جداً فتموت الحرارة الضعيفة التي أضعفها العطش.
والقذف قد يعطّش ويسكنه شراب التفاح مع ماء الورد والمعدة الحارة اليابسة يزيدها الماء البارد عطشاً وكذلك المعدة المالحة الخلط والماء الحار يسكن عطشها كثيراً وإذا اشتد العطش ولا حمى فليمزج بالماء قليل جلاب يوصل الماء إلى أقاصي الأعضاء.
فأما الضربة والصدمة والسقطة على المعدة حيث وقع فإنه ينفعه هذا الضماد.
وصفته: يؤخذ تفاح شامي مطبوخاً بمطبوخ طيب الرائحة حتى يتهرى في الطبخ ثم يدق دقاً ناعماً ويؤخذ منه وزن خمسين درهماً ويخلط بعشرة لاذن وثمانية ورد وستة صبر ويجمع الجميع بعصارتي لسان الحمل وورق السرو ويخلط به دهن السوسن ويفتر ويشدّ على البطن حيث المعدة أياماً فإنه نافع في جميع ذلك.

.المقالة الثالثة: الهضم وما يتصل به:

.فصل في آفات الهضم:

آفة الهضم تابعة لآفة في أسفل المعدة أو لسبب في الغذاء أو لسبب في حال سكون البدن وحركته.
والكائن بسبب أمر المعدة هو إما سوء مزاج وأقواه البارد وأضعفه الحار فإن البارد أشد إضراراً بالهضم من الحار.
وأما اليابس والرطب فلا يبلغان في أكثر الأمر إلى أن يظهر منهما وحدهما مع اعتدال الكيفيتين الأخيرتين ضرر في الهضم إلا وقد أحدثا أما اليابس فذبولاً وأما الرطب فاستسقاء وأما الحال في تأثير السكون والنوم وضديهما وما يتبعهما من إحكام الغذاء في ذلك فإن الغذاء يقتضي السكون والنوم حتى يجيد الهضم فإذا كان بدلهما حركة أو سهر لم يتم الهضم.
وأما الغناء الخفيف فإنه إذا لم ينهضم لم تبطل مدة بقائه غير منهضم بل إذا لم يكن في المعدة ما يهضمه فيفسد بسرعة.
والغذاء إما أن يستحيل إلى الواجب بالهضم التام وإما أن يستحيل إلى الواجب استحالة ما وينهضم انهضاماً غير تام فلا يجذب البدن من القدر الممكن تناوله من الطعام القدر المحتاج إليه من الغذاء فيكون هزال.
وإما أن لا ينهضم أصلاً وذلك على وجهين: فإنه حينئذ إما أن يبقى بحاله وإما أن يستحيل إلى جوهر غريب فاسد.
وقد يكون هذا في كل هضم وحتى في الثالث والرابع وبسبب ذلك ما يعرض الاستسقاء والسرطان والنملة والحمرة والبهق والبرص والجرب وذلك لأن الدم غير نضيج نضجاً ملائماً للطبيعة فلا تجتذبه الأعضاء مغتذية به ويعفن وينتن أو تجتذبه ولا يحسن تشبّهه بها.
وإن كان الغالب هناك الثقل أو الحرارة أسود وربما صار السوداوي منه مثل القار.
والمعدة إذا لم تستمرئ أصلاً آل الأمر إلى زلق الأمعاء أو إلى الاستسقاء الطبلي.
لكنه إنما يؤول إلى الاستسقاء الطبلي إذا كان للمعدة فيه تأثير قدر ما يبخر من الغذاء دون ما يهضم.
واعلم أن فساد الهضم وضعفه وبالجملة آفاته إذا عرضت من مادة ما كانت فهو أقبل للعلاج منه إذا عرض لضعف قوة وسوء مزاج مستحكم.

.فصل في فساد الهضم:

الطعام يفسد في المعدة لأسباب هي أضداد سبب صلاحه فيها.
وبالجملة فإن السبب في ذلك إما أن يكون في الطعام وإما في قابل الطعام وإما في أمور عارضة يطرأ عليها.
والطعام يفسد في المعدة إما لكميته بأن يكون أكثر مما ينبغي فينفعل من الهضم دون الذي ينبغي أو أقل مما ينبغي فينفعل من الهضم فوق الذي ينبغي فيحترق ويترمد وبقريب من هذا يفسد الغذاء اللطيف في المعدة النارية الحارة.
وإما لكيفيته بأن يكون في نفسه سريع القبول للفساد كاللبن الحليب والبطيخ والخوخ أو بطيء القبول للصلاح كالكمأة ولحم الجاموس.
أو يكون مفرط الكيفية لحرارته كالعسل أو لبرودته كالقرع أو يكون منافياً لشهوة الطاعم بخاصية فيه أو في الطعام كمن ينفر طبعه عن طعام ما وإن كان محموداً أو كان مشتهى عند غيره.
وأما لوقت تناوله وذلك إذا تنوول وفي المعدة امتلاء أو بقية من غيره أو تنوول قبل رياضة معتدلة بعد نفض الطعام الأول وإخراجه.
وإما للخطأ في ترتيبه بأن يرتب السريع الانهضام فوق البطيء الانهضام فينهضم السريع الانهضام قبل البطيء الانهضام ويبقى طافياً فوقه فيفسد ويفسد ما يخالطه.
والواجب في الترتيب أن يقدم الخفيف على الثقيل واللين على القابض إلا أن يكون هناك داع مرضي يوجب تقديم القابض لحبس الطبيعة.
وأما لكثرة أصنافه وأما الكائن بسبب القابل فإما في جوهره وإما بسبب غيره وما يطيف به ويحدث فيه.
والذي في جوهره فمثل أن يكون بالمعدة سوء مزاج بمادة أو بغير مادة فيضعف عن الهضم أو يجاوز الهضم كما علمت في الحار والبارد أو يكون جوهرها سخيفاً وثربها رقيقاً أو يكون احتواؤه غير متشابه ولا جيداً أو يكون جيداً إلا أن ثقله يكون مؤذياً للمعدة فهي تشتاق إلى حط ما فيها وإن لم يحدث قراقر ونفخ.
وهذان من أسباب ضعف الهضم وبطلانه أيضاً.
وأما الذي يكون بسبب غيره فمثل أن يكون في المعدة رياح تحول بينها وبين الاشتمال البالغ على الطعام وإذا قيل أن من أسباب فساد الطعام كثرة الجشاء فليس ذلك من حيث هو جشاء بل من حيث هو ريح يتولد فيمدد المعدة ويطفي الطعام فلا يحسن اشتمال قعر المعدة على الطعام.
وكل مطفّ للطعام.
فهو عائق عن الهضم ومثل أن تكون المعدة يسيل إليها من الرأس أو الكبد أو الطحال أو سائر الأعضاء ما يفسد الطعام لمخالطته ولا يمكّن المعدة من تدبيره.
وكثيراً ما ينصت إليها بعد الهضم وكثيراً ما ينصت إليها قبله ومثل أن يكون ما يطيف بها من الكبد والطحال بارداً أو رديء المزاج.
وأما ما يكون لأسباب طارئة على الطعام وقابلة فمثل فقدان الطعام ما يحتاج إليه من النوم الهاضم أو وجدانه من الحركة عليه ما لا يحتاج إليه فيخضخضه فيفسد أو لاتفاق شرب عليه أكثر من الواجب أو أقلّ أو إيقاع جماع عليه أو تكثير أنواع الأطعمة فيحيّر الطبيعة الهاضمة أو استحمام أو تعرّض لهواء بارد شديد البرد أو شديد الحر أو رديء الجوهر.
والرياح المحتبسة في البطن تمنع الهضم وتفسده بخضخضتها الأغذية وحركتها فيها.
والطعام يفسد في المعدة إما بأن يعفن وإما بأن يحترق وإما بأن يحمّض وإما بأن يكتسب كيفية غريبة غير منسوبة إلى شيء من الكيفيات المعتادة.
وكل ذلك إما لأن الطعام استحال إليه وإما لأن خلطاً على تلك الصفة خالط الطعام فأفسده وربما كان هذا الخلط ظاهر الأثر وربما كان قليلاً راسباً إلى أسفل المعدة ولا ينبسط ولا يتأدى إلى فم المعدة فكلما زاد الطعام رباً وارتقى إلى فم المعدة وخالطه كلية الطعام وربما كان مثل هذا الخلط نافذاً في العروق ثم تراجع دفعة حين استقبله سدد واقعة في وجوه المنافذ لم يتأتّ النفوذ معها وإذا كانت المعدة حارة بلا مادة أو مع مادة صفراوية ينصت من الكبد إليها لكثرة تولدها فيها أِو من طريق المرارة المذكورة فسدت فيها الأطعمة الخفيفة وهضمت القوة والغليظة كلحم البقر.
والطحال سبب لفساد الطعام.
واعلم أن فساد الهضم قد يؤدي إلى أمراض كثيرة خبيثة مثل الصرع والمالنخوليا المراقي ونحو ذلك بل هو أهم الأمراض ومنبع الأسقام.
وإذا فسد هضم الناقهين ولو إلى الحموضة أنذر بالنكس بما يخشى من العفونة، وكثيراً ما يحدث فساد الطعام حكّة.